السبت، فبراير 08، 2014

الخُــــرافة




ورثولنا الخوف وراثة ، علمونا معنى الخُرافة .. قالولنا قول الحق تخريف والوطن جناحاته هش وريش ..لا يقدر يثور ولا يعرف يطير ، قال قدرة يفضل أسير .. مأثور بالبؤس والتطبيل ، تفتحله الباب حالف مايطير .. راقد من كتر الدم والتنظير ، والكلام الكتير وقله الحيلة والحيرة مابين الأصل والصورة .

 أصل الكلام هلفوت ، عاش عمره صعلوك يصرخ بعلو الصوت مابين الحق والموت يسأل عن المسكوت ويسكت على الحق المسلوب .

أصل الحكاية حكاية وطن اتمسخ وأتمسح بكرامته الأرض سلبوا روحه وسرقوا أرضه ومن يومها بطل يبوح ورضي بالمسموح قال علشان يعيش ويبطل يئن وما يسألش عن أصل الحلم وينسى ويصهين على القضية ويحتكم بالفتنة والطائفية ويقولك جماعات إرهابية ومأجورين وممولين وشوية خونة منتفعين . الحكاية أنهم عايزين كل شعب يبقى شعبين ومايبقاش الحلم واحد ويفضل الحق متلون بلون الدم والغم .

يا وطن عارفنا وناكرنا مهما أتنكرت عارفينك ومهما نسيتنا فكرينك وعلى العهد والوعد صاينينك ، الخوف جبان والجبان مالوش مكان ، الطريق واحد والحلم والحق واحد ومن حقنا نحلم ونبادر، نتمنى ونحاول ومهما كان الطريق داعر هنفضل برضو بنفس المشاعر .

 من حقنا نكتب تاريخنا بدمنا ونرسم طريقنا بنفسنا ، نخطط حدود أوطانا فنحفظها وتحفظنا ، وندعى كل يوم ونقول يا حي يا قيوم أحفظنا من جُحد النفوس ومن شر الطريق والخلق وارزقنا الطريق الحق وأملانا بالأمل والنور .



من حقنا نحلم "بوطن" يُبيح الحــــلم .. لا يذبح الحالمون الصادقون كالخراف للحفاظ على الخُرافة والتخاريف

الاثنين، يناير 13، 2014

يـا أمـة الهـادي أقيـمـوا شـرعـهُ و تمـسـكـوا بـحـرامـهِ و حــلالــهِ



لما بدا في الأفق نور
نور محمد كالبدر
كالبدر في الإشراق عند كماله
نشر السلام على البرية كلها 
و أعاد فيها الأمن بعد زواله ...

وأقـام شعبـاً عـاشَ طــولَ حيـاتـهِ متخبـطـاً فـــي جـهـلـهِ و ضـلالــهِ
مـازل يسقـط فـي مهـاوي شركـهِ و يذوق طعم الموت مـن أهوالـهِ
حتـى اتتـه مــن الـرسـولِ هـدايـة فـكّـتـهُ بالتـوحـيـد مـــن أغــلالــهِ

لا تحسبـوا بالبطـشِ قــوّم شعـبـه
أو قـــادهُ لـلـحــق فــــوقَ قـتـالــهِ

أخـلاقـهُ غــزت القـلـوب بلطفـهـا قـبـل اسـتــلال سـيـوفـه و نـبـالـهِ
مـا فـي البـريّـةِ قــطُّ مـثـلُ محـمـدٍ في حسنِ سيرتهِ و سمحِ خصالهِ

يـا أمـة الهـادي أقيـمـوا شـرعـهُ و تمـسـكـوا بـحـرامـهِ و حــلالــهِ
و تعلـمـوا مـنـه الـنـضـالَ فـإنّـمـاكـل النضـالِ الـحـق ســرُّ نضـالـهِ



قـرآنـكـم فـيــه الـسـعــادةُ كـلُّـهــا و الـعـزُّ كــلُّ الـعـزِّ تـحـتَ ظـلالـهِ

السبت، يناير 04، 2014

أنت حينما تنام .. تتحول إلى شجرة





هناك زر كهربائي في المخ ينطفئ في لحظة النوم .. فيسود الظلام و تسود الغيبوبة .. و تمر الشخصية بحالة غرق و يتحول الإنسان إلى شجرة .. إلى نبات بدائي .. إلى شيء تستمر فيه الحياة على شكل وظائف.. دورة الدم تجري .. النفس يتردد .. الخلايا تفرز .. الأمعاء تهضم .. كل هذا يتم بطريقة تلقائية والجسد ممدد بلا حراك .. تماماً مثل نبات مغروس في الأرض تجري فيه العصارة و تنمو الخلايا و تتنفس من أكسوجين الجو

إنها لحظة غريبة يسقط فيها الجسد في هوة التعب و العجز .
و يستحيل عليه التعبير عن روحه و معنوياته الراقية فيأخذ إجازة .. و يعود ملايين السنين إلى الوراء ..
ليعيش بطريقة بدائية كما كان يعيش النبات .. حياة مريحة لا تكلف جهداً
..
إن سر الموت يكمن في لغز النوم .. لأن النوم هو نصف الطريق إلى الموت , نصف الإنسان الراقي يموت
أثناء النوم .. شخصيته تموت .. عقله يموت .. و يتحول إلى كائن منحط مثل الإسفنج و الطحلب
يتنفس و ينمو بلا وعي .. و كأنه فقد الروح .
إنه يقطع نصف الطريق إلى التراب .. و يعود مليون سنة إلى الخلف ..
يعود عقله الواعي إلى ينبوعه الباطن . و تعود شخصيته الواعية إلى ينبوعها الطبيعي الذي يعمل في غيبوبة
كما تعمل العصارة في لحاء الشجر .. و يلتقي الإنسان بخاماته الطبيعية .. بجسده و ترابه و مادته و الجزءاللاوعي من وجوده
..
إن الشعراء يقولون أن لحظات النهار سطحية لأن ألوان النهار البراقة تخطف الانتباه .. و لحظات الليل
عميقة لأن الليل يهتك هذا الستار البراق و يفك أغلال الانتباه فيغوص في أعماق الأشياء ..
و أنا أقول أن لحظة النعاس هي أعمق اللحظات لأنها تهتك ستاراً آخر و هو ستار الألفة .
النعاس يمحو الألفة بيني و بين الأشياء فتبدو غريبة مدهشة مما يدعوني أحياناً إلى التساؤل .. و أنا أنظر حولي في غرفة نومي بين النوم و اليقظة .. و أهمس : أنا فين ؟

إني لا أتعرف على سريري .. و لا أتعرف على دولابي .. و تسقط الألفة تماماً بيني و بين غرفتي فتبدو
غريبة ..و هذه اللحظة عميقة .. لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه و يتحرر من الألفة تماماً بيني و بين غرفتي فتبدو غريبة ..

و هذه اللحظة لحظة عميقة .. لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه و يتحرر من الألفة و التعود و
الأحكام العادية و ينظر حوله من جديد .. ليصدر أحكاماً جديدة أكثر تحرراً .. و إلهاماً .
و الأنبياء كانوا يتلقون إلهامهم في هذه اللحظة .. و كأن الوحي يأتيهم بين النعاس و الغيبوبة
..
و نيوتن اكتشف قانون الجاذبية في هذه اللحظة .. و هو ينظر بعين نعسانة إلى تفاحة تسقط من الشجرة لقد أحس أن سقوط التفاحة أمر غير مألوف .. و أن التفاحة لا يمكن أن تسقط على الأرض .. و إنما الأرض هي التي يجب أن تجذبها ..


و كل المخترعين و المؤلفين و الشعراء و المفكرين .. تفتقت أذهانهم في هذه اللحظة .. لأنها اللحظة
الحرجة التي سقط فيها المألوف .. و المعتاد .. و لمعت الحياة بالدهشة .. و برق العقل بأسئلة جديدة تماماً لم يكن ليلقيها لو كان في كامل يقظته .. و كامل ارتباطه بالأشياء

و الفرق بين النبي .. و العبقري .. في تلك اللحظة هي مساحة الرؤيا التي تنكشف لكل واحد .
النبي يشبه جهاز تلفزيون به مليون صمام .. مساحة الرؤيا فيه شاسعة .. و قدرة استقباله كبيرة .. فهو
يستطيع أن يستقبل صوراً من المريخ على شاشة بانورامية عريضة لأنه مؤيد بوسائل إلهية
.
و العبقري هو جهاز ترانزيستور صغير يكاد يستمع إلى محطة القاهرة بالسعودية .. لأنه يعتمد على
اجتهاد الخاطر الذي قد يخطئ و قد يصيب ..
و لكن الاثنين يسبحان جنباً إلى جنب في بحر الحقائق

و النوم في حقيقته يقظة عميقة .. تتيقظ فيه الوظائف
الأصلية .. فتنتظم دورة الدم .. و ينتظم التنفس .. و ينتظم الهضم .. و الإمتصاص و الإفراز و يتوقف الهدم .. و يبدأ النمو و البناء و يقل الإحتراق الذي يحدث في النهار

و تتيقظ رغبات أكثر أصالة من رغبات النهار .. الغرائز كلها تتيقظ و تعمل .. و تنشر نشاطها في الأحلام .. و تفضح نزواتها على مسرح رمزي مبهم لا يستطيع فك رموزه و طلاسمه إلا صاحبه

و يدخل النوم بعد هذا في مرحلة أعمق .. هي النوم الثقيل .. و هي مرحلة تخلو من الإحساس تماماً.. و تخلو من الأحلام أيضاً.. مرحلة من الظلام .. و العدم .. و هوّة بعيدة الغور .. و مساحة مشطوبة من الحياة .. ليس فيها وعي و لا زمن .. و لا مكان .. العشر ساعات تمر فيها كلمح الطرف بين غمضة العين و انتباهتها .. بدون إحساس بالمدة .. و كأن خيط العمر انقطع فجأة .. كما يحدث حينما نقطع أشرطة التسجيل ثم نوصلها من جديد ليستمر سياق الكلام كما نريد ..

السياق الزمني في النوم غريب
إنه زمن آخر غير زمن الساعة .. فالحلم قد يحتوي على أحداث سنة كاملة بتفاصيلها من حب إلى زواج إلى طلاق إلى جريمة و مع هذا لا يستغرق بحساب الساعة أكثر من ثانية ..

و العكس يحدث أحياناً فتمر على النائم عشر ساعات و في ظنه أن عقرب الساعة لم يتحرك إلا دقائق معدودة ..

الزمن يتخلص من قيود الساعة أثناء النوم .. و يخضع لتقدير آخر هو تقدير المخيلة التي توسع و تضيق فيه على حسب ازدحامها بالحوادث و الرغبات .. إنه من صناعة النائم و خلقه .. فهو ذاتي صرف ..

النائم كالفنان الذي يؤلف قصة .. يخلق زمن القصة كما يريد .. و يعيش في قمقم خرافي من أوهامه .. يتمطى فيه و يصرخ بالرغبة التي يحبها .. في حرية مطلقة تصل إلى حد العبث ..

ومعظم أحلامنا عبث في عبث .. و أمنيات مستحيلة .. و لكننا نعيشها كما نريدها ونحن نائمون ..

و النوم أرخص أنواع الحياة من حيث الكلفة .. فمقدار السكر و الأكسجين الذي يحتاجه النائم ليستمر في الحياة أقل بكثير من المقدار الذي يحتاجه في اليقظة .

و الإنسان الذي يعيش مائة سنة بين نوم و يقظة يستطيع أن يعيش ثلاثمائة سنة إذا عمل على حسابه أن ينامها كلها ..

و مادة النوم رخيصة .. لأن الإنسان يقترب فيه من التراب .. ويعود إلى الآلية الكيميائية المتأصلة في خلاياه من بداية الحياة ...


من كتاب لغــز المــوت للدكتور مصطفى محمود 

الاثنين، أغسطس 27، 2012


لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد ! وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى .. و دمعة سدى !